إليكم من جمهورية كردستان..
مقدمة:
تتمتع تركيا بموقع الجيواستراتيجي يؤهلها ويفرض عليها الاهتمام
بالاعتبارات الإقليمية وبما يبعد عنها أي شكل من أشكال التهديد ألامني لأراضيها من
ناحية ويعود عليها بمنافع اقتصادية شتى سواء في أطار علاقات تجارية أو مرور مواد
الطاقة عبر أراضيها من ناحية ثانية ويمنحها مجالاً أوسع للحركة والبحث عن النفوذ
الإقليمي الدولي من ناحية ثالثة.
زد على ذلك فان هذا الدور يتم عبر عدة مسالك
لعل من أبرزها ارتباطه بقضايا المياه والأقليات وإمكانية تحويل المنطقة إلى نظام
إقليمي شرق أوسطى بحيث تصبح هناك علاقة واضحة بين طبيعة الدور التركي في منطقة البحر
الأبيض المتوسط وبين التوجه الغربي الطابع لسياستها دون إغفال أن أي تغيير يطرأ
على أشخاص صناع القرار في تركيا لا يؤثر في ثبات مصالحها الوطنية وهذا يعبر عن
رؤية واضحة في تقرير المصالح القومية التركية وفي العمل على تحقيقها تحت هذا
العنوان أو ذاك.
كما يجب أن لا ننسى بان أهمية الموقع التركي تنبع أيضا من تمتع تركيا
اليوم بعلاقات سياسية جيدة مع شتى دول منطقة الشرق الأوسط وتعاون استراتيجي مع
روسيا الاتحادية على الرغم من عضويتها في حلف الناتو، ولذا فان تركيا اليوم في وضع
فريد يمكنها من لعب دور فاعل في التفاعلات الإقليمية لاسيما وان تركيا تحتل
المرتبة (34) في العالم من حيث المساحة والمرتبة (19) في العالم من حيث عدد السكان
وتتمتع بقوة عسكرية ضخمة بالإضافة إلى عضويتها في حلف الناتو. وتكمن الأهمية أيضا
من الدور الذي تؤديه تركيا في المنطقة تحقيقاً لمصالحها وزيادة لنفوذها ووزنها
الإقليمي إلى جانب مصالح خارجية تتعلق بالتحالف العربي خصوصاً وان هذا الدور
استمرت تركيا في ممارسته خلال مدة الحرب الباردة والتي شهدت تطوراً ملحوظاً في
علاقات تركيا بدول المنطقة.
وقد عبرت السياسة
الخارجية التركية في إن ذلك من شأنه تعزيز أهمية تركيا لدى الغرب من حيث الإستراتيجية
والاقتصاد.
ومن المعروف أن تركيا
تسعى منذ عام 1923 في سياستها الخارجية نحو التقرب من الغرب وترغب بالانضمام إلى
عضوية الاتحاد الأوربي واعتمدت سياسة دفاعية وتتجنب الانزلاق خارج الحدود
الإقليمية أو القيام بأنشطة ذا طابع مصلحي تتجاوز حدود البلد.
والاهم من كل ذلك أن
تركيا لا زالت جزء من نظام الشرق الأوسط المنظم أمريكياً وتركيا حليف عسكري
واقتصادي رئيسي للولايات المتحدة أنها دولة قوية تقع مباشرة على تخوم الشرق الأوسط
الغني بالنفط.
علاوة على ذلك إن نجاح
تركيا كدولة علمانية حديثة موجهة نحو اقتصاد السوق كبديل للنموذج الإسلامي
الإيراني في مرحلة ما بعد الشيوعية هذه الرؤية حظيت بدعم من الولايات المتحدة وأوربا
. وقدم لتركيا فرصة فريدة لاستكشاف دور جديد لها باعتبارها قوة إقليمية مؤثرة،
توفر أساسا متينا للعب دور مؤثر في تشكيل التنمية. الاقتصادية والاتجاه السياسي
والعلاقات الخارجية معها. باعتبارها البوابة الجنوبية لحاف الأطلسي، وهي منطقة جذب
ونفوذ فهي دولة شرق أوسطية ودولة مطلة على البحر الأسود وبحر قزوين والبحر الأبيض
المتوسط وتهتم بتوفير الأمن ليس لنفسها وإنما للمناطق المجاورة.
الدراسات السابقة:
-كتاب بعنوان: العمق الاستراتيجي لموقع تركيا و دورها في الساحة الدولية ، لمؤلفه احمد
داود أوغلو، والصادر من الدار العربية للعلوم بيروت، لبنان، ترجمة محمد جابر ثلجي، الطبعة الأولى، في سنة 2010م،
حيث تطرق المؤلف إلى الموقع الجيواستراتيجي لتركيا و دورها في الساحة الدولية، إلا أن الباحث يود
أن يبحث في القوى الموازية والقوى المضادة في حوض البحر الأبيض المتوسط، ومدى
تطابق الاستراتيجيات بينهما.
- كتاب بعنوان: تركيا الموقع
الجغرافي والتطلعات الجنوبية، لمؤلفه
د. فؤاد حمة خورشيد. من منشورات مجلة
كلية الآداب، جامعة بغداد، 1999. حيث تطرق
المؤلف إلى الموقع الجغرافي والتطلعات الجنوبية، إلا أن الباحث يود أن يبحث في القوى الأخرى المؤثرة في
الشرق الأوسط.
-مقالة بعنوان:
تركيا.. إلى أين؟ حزب العدالة والتنمية (الإسلامي) في السلطة،
لكاتبه محمد نور الدين. والمنشور في مجلة المستقبل العربي، العدد 287، كانون
الثاني 2003. حيث تطرق الكاتب إلى رؤية
حزب العدالة والتنمية (الإسلامي) في السلطة، إلا أن الباحث يود أن يبحث في مدى قدرة الحزب في التوازن
بين الوضع الداخلي لتركيا والوضع الإقليمي لها.
- مقالة بعنوان: الدور
الإقليمي التركي وعقبات الطريق، لكاتبه د. وحيد عبد المجيد، الدور الإقليمي التركي
وعقبات الطريق، صحيفة الاتحاد العدد 12365 في 14/5/2009.
مشكلة البحث:
-فقدت تركيا احد وظائفها الأساسية بانتهاء مرحلة
الحرب الباردة باعتبارها البوابة الجنوبية لحاف الأطلسي أثناء تلك الحقبة.
- تدرك تركيا أهمية موقعها الإستراتيجي المتمركز
على مفترق القفقاس والبلقان والشرق الأوسط وهي منطقة جذب ونفوذ في دول المطلة على
البحر الأسود وبحر قزوين والبحر الأبيض المتوسط .
- تنفرد تركيا من بين
دول منطقة الشرق الأوسط بخاصية الانفتاح على دول المنطقة لاسيما تلك الدول التي
تجمع بينها صراعات تتطلب من تركيا القيام بدور الوساطة مثل العرب و (إسرائيل).
- تنطلق تركيا في
علاقاتها مع دول منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى رؤية جديدة لسياستها الخارجية
مفادها تصفير الخلافات مع جميع دول المنطقة أي جعلها صفرية.
- تعمل تركيا على أن
تكون بوابة لدخول البضائع السورية لأراضيها وانتقالها إلى الاتحاد الأوربي والغرب
عموماً وفي الوقت نفسه تكون سورية بوابة للبضائع التركية إلى الوطن العربي.
- يمكن القول بأن تركيا
استطاعت في ظل حزب العدالة والتنمية أن تحول العلاقات من حدود المواجهة إلى حدود
التعاون مع كافة جيرانها وبما يؤهلها للانغماس في التفاعلات السياسية الإقليمية
والدولية بشكل مكثف وفاعل.
أهمية البحث:
تبع أهمية البحث من الرؤية التركية الجديدة في
السياسة الخارجية و الدور الإقليمي لها باعتبارها لاعبا فاعلاً ومؤثراً في دول الشرق
الأوسط ودول المطلة على البحر الأسود وبحر
قزوين والبحر الأبيض المتوسط، لذلك ركزت على أهمية التحول الداخلي لاسيما توطيد
الاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد، حيث أتاح الإصلاح الداخلي في تركيا
وقدراتها الاقتصادية المتنامية بالبروز كراع للسلام في المناطق المجاورة. وعلى هذا
الأساس فقد أبدى قادة تركيا استعدادهم لأتباع دبلوماسية نشطة في الشرق الأوسط في
محاولة لتقليل المشاكل مع الدول المجاورة وصولاً إلى إنهائها من خلال سياسة
(التصفير) أي جعل المشاكل لا صفرية.
هدف البحث:
منذ نهاية الحرب الباردة وبعد انهيار الاتحاد
السوفيتي بدأت تركيا تبحث لنفسها عن دور إقليمي لاسيما بعد استلام حزب العدالة
والتنمية السلطة عام 2003 حيث اكتسب زعماء الحزب الثقة بالنفس بأنهم قادرين على
تنشيط الدور التركي في البيئة الإقليمية المحيطة بتركيا بعد أن انتهى التهديد من
الشمال حيث تعد تركيا العضو في حلف الأطلسي التي وقفت في خط المواجهة مع الاتحاد
السوفيتي.
وكانت البداية هي أقامة
علاقات جيدة مع جمهوريات الاتحاد السوفيتي المستقلة لاسيما تلك الناطقة باللغة
التركية في أسيا الوسطى في خطوة أريد بها تثبيت الوجود التركي وتعزيز الاستقرار
هناك.
فرضية البحث:
-تتجه تركيا نحو صياغة
رؤية براغماتية خاصة بها على الصعيدي الإقليمي والدولي.
- إن التحرك التركي في
الدائرة العربية الإسلامية يجري بشكل متوازن مع الدائرة الغربية.
- التطلع التركي إلى
قبول الاتحاد الأوربي انضمامها إليه يشكل حجر الزاوية في السياسة الخارجية التركية.
منهجية البحث:
إن البحث قد أخذ بالمنهج الوصفي الذي
يعتمد على ملاحظة الواقع سعيا لبناء بحث استراتيجي، عبر ما توفر لدينا من معلومات
رغم النقص الحاصل إلا أنه تم بذل جهود استثنائه لاستكمال الحصول على معلومات من
مصادر مختلفة بهدف إخراج البحث الذي بين أيدكم الطاهرة بالشكل الذي يمهد السبيل
إلى إجراء دراسات معمقة من فبل مختصين، ، فقد بذل الباحث جهود كبيرة لاستكمال البحث في حياتنا اليومية ،
لقد جاء البحث في ثلاث فصول حيث خصص كالآتي:
الفصل الأول: مقومات الدور التركي:
المبحث الأول: أهمية موقع
ألجيو استراتيجي لتركيا بعد الحرب الباردة.
المبحث الثاني: احتفاظ تركيا بعلاقات متميزة مع دول المجاورة.
الفصل الثاني: المحددات الخارجية:
المبحث الأول: أهمية الدور التركي في إستراتيجية حوض البحر الأبيض
المتوسط.
المبحث الثاني: إشكالية العلاقات التركية- الأوربية.
لفصل الثالث: مستقبل الدور التركي
المبحث الأول: تنامي الدور التركي بعد الحرب الباردة.
المبحث الثاني: انكفاء الدور التركي
الخاتمة :
الاستنتاجات:
المراجع
1- د. فؤاد حمة خورشيد. تركيا الموقع
الجغرافي والتطلعات الجنوبية، مجلة كلية الآداب، جامعة بغداد، 1999.
2--Rapport, republic of turkey
prime ministry, investment support and promotion agency, www.invest.gov.tr, 07/09/2010
3--
Adnan menderes, Characteristics of
unemployment in Turkey, Journal of Social Sciences, University of Turkey.
4- احمد داود أوغلو، العمق الاستراتيجي موقع تركيا و دورها
في الساحة الدولية، ترجمة محمد جابر ثلجي، الدار العربية للعلوم بيروت، لبنان،
2010م.
5-
د. نعوم تشومسكي، ما نقوله نحن هو الذي يمشي، دار الكتاب العربي، بيروت، 2008.
6- جمال
كمال إسماعيل كركوكي، أزمة الرئاسة التركية 2007، مجلة دراسات إقليمية. مركز
دراسات الإقليمية/ جامعة الموصل العدد (10) 2008.
7-
محمد نور الدين. تركيا.. إلى أين؟ حزب العدالة والتنمية (الإسلامي) في السلطة مجلة
المستقبل العربي، العدد 287، كانون الثاني 2003.
8-
إدارة بحوث الاستثمار في شركة مشاريع الكويت الاستثمارية لإدارة الأصول (كامكو)،
تقرير عن الاقتصاد التركي ومقارنته بالاقتصاد العربي (11 مايو2011).
9-
بولند آراس، داود أوغلو والسياسة
الخارجية الجديدة لتركيا.
10- منظمة العمل العربية، تقرير
إحصائي لسنة 2007.
11- مؤسسة الإحصاءات الرسمية للاتحاد
الأوروبي (اليوروستات).
12- د. وحيد عبد المجيد، الدور الإقليمي التركي وعقبات
الطريق، صحيفة الاتحاد العدد 12365في 14/5/2009.
13-
مسعد زيتون، قراءة في الرؤيا التركية لمنطقة الشرق الأوسط.
http://www.almoslam.com,print,85420.
14- أيمن
طلال يوسف، روسيا البوتينية بين الأوتوقراطية الداخلية والأولويات الجيوبولتيكية
الخارجية 2000-2008، مجلة المستقبل العربي، العدد(358) 12/2008م.
15- د. باكينام الشرقاوي، الانطلاقة الإقليمية
التركية..لماذا؟ و كيف؟ http://www.islam
on lin.net/servlet/satellite?c=article
16- أحمد
السيد تركي، الدور التركي في الشرق الأوسط، أبعاده واحتمالاته. http.//www.omandaily.com/10/araa15.htm
17- إبراهيم غالي. محمود عبده علي،
انتفاضة اردوغان الشرق أوسطية. رؤى تركية.
http,//www
islamonline.net/servelt/satellite?=article.
18- تقرير
الصندوق النقد الدولي لعام 2011.
19- تقرير
البنك الدولي، 2010).
20- تقرير مركز الإحصاء التركي لسنة 2011.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق