الخميس، 22 نوفمبر 2012

ساحة جوار جرا (القناديل الأربعة)

جمهورية كردستان...

ساحة جوار جرا (القناديل الأربعة)
Academic researcher M. A. S. Bobbygory
Professor of International Economic Relations
School Strategic and International Studies
حلم تحقق واندثر خلال مدة وجيزة دام فقط ثلاثمائة وثلاثين يوماً ,
    أعلن قاضي محمد رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران -رسميا- ولادة جمهورية كردستان يوم 22-01-1946، وبحضور مندوبون يمثلون معظم المناطق الكردية في إيران والعراق وتركيا وسورية بينهم قادة بارزون وعسكريون ومثقفون وعدد من رجال الدين ورؤساء العشائر، إضافة إلى حشد كبير من أهالي المدينة. وتضمنت الكلمة القصيرة التي ألقاها رئيس الجمهورية التأكيد على أن الأكراد شعب مستقل، يعيش في وطنه كردستان، ويتمتع في ذلك شأن باقي شعوب الأرض بحقه في تقرير المصير، بظل ظروف داخلية ودولية مواتية: فقد رافق احتلال الحلفاء لإيران في صيف 1941 انهيار النظام السياسي القائم، وانتعاش الحريات الديمقراطية في البلاد، وتعاظم قوة الأحزاب السياسية الإيرانية ولاسيما حزب تودة إلى جانب نمو الأحزاب والمنظمات الأخرى، ومنها ظهور منظمات قومية جديدة مثل جمعية (كومه له زياني كورد) أي جمعية "الاحياء الكردي". كما تميز الوضع الدولي آنذاك بتنامي الحركات الديمقراطية المعادية للفاشية والنازية والمطالبة باستقلال الشعوب وحقها في تقرير المصير وإحرازها لانتصارات باهرة في جميع أنحاء العالم. كما كانت الظروف المحلية في مدينة مهاباد بوجه خاص، وفي بقية أنحاء كردستان الشرقية مهيأة لإحراز نصر عظيم للشعب الكردي في هذه المنطقة المحررة من النفوذ الشاهنشاهي والمحتلة من قبل القوات السوفيتية منذ 25-08-1941 حيث أزال أهالي مهاباد والقرى المجاورة جميع مؤسسات السلطة الشاهنشاهية وعهدوا بالسلطة إلى رؤساء العشائر والشيوخ والأغوات.
     وفي صيف 1942 أسست مجموعة من أبناء الطبقة الوسطى من أهالي مهاباد بمساعدة من بعض المثقفين الأكراد من أهالي السليمانية، جمعية الاحياء الكردي، وحددوا أهدافها بتحرير الأمة الكردية، وأصدروا مجلة نيشتمان -الوطن-للتعبير عن أفكارهم. وكانت هذه الجمعية في الواقع أول منظمة كردية قوية تخلو قيادتها من الإقطاعيين ومن رؤساء العشائر، كما أنها كانت أول منظمة قومية تستطيع ترسيخ دعوتها القومية لتحرير الأكراد. ومن هذه المنظمة بالذات، نشأ الحزب الديمقراطي الكردستاني في ١٦/ ٨/١٩٤٥ واستلم السلطة في جمهورية كردستان وعاصمتها مهاباد يوم ٢٢/ ١/١٩٤٦ محددا لنفسه إنجاز ثلاث مهام أساسية ربط من خلالها تحرير الأمة الكردية بآلية مستحدثة لم يكن الفكر السياسي الكردي الناشئ لتوه قادرا على إدراك مخاطرها، كما لم يكن قادة الحزب أنفسهم قادرين على إدراك المخاطر قريبة المدى على كيان الجمهورية والمخاطر بعيدة المدى على مستقبل الحركة القومية الكردية لمثل هذا الربط ألأممي للمسألة الكردية. ومن الممكن تلخيص تلك المهام الثلاث التي اخذ الحزب الديمقراطي الكردستاني ومن ثم الجمهورية الكردية على عاتقهما إنجازها بجملتين هما: ربط كفاح الشعب الكردي بكفاح الشعوب الإيرانية، وتنظيم الجماهير الكردية تحت راية الحزب وحول برنامج سياسي واضح المعالم.
  وقد حدد بيان الحزب الديمقراطي الكردستاني الصادر آنذاك هذا البرنامج بثمانية بنود، تلخص البنود ا و ٥ و ٦ جوهر برنامج الحزب وسياسته القومية وهي:
بند ١ : أن تكون الأمة الكردية مستقلة حرة في إدارة شؤونها المحلية داخل إيران وان تنال حكمها الذاتي في إطار الدولة الإيرانية.
بند ٥ : يجب تحقيق اتفاق على أساس قانون عام بين الفلاحين والمالكين وأن يضمن مستقبل الطرفين.
بند ٦ : أن يناضل الحزب الديمقراطي الكردستاني من أجل خلق وحدة وأخوة نضالية تامة على الأخص مع  الأمة الأذربيجانية، ومع الأقليات الأخرى التي تعيش في أذربيجان مثل الآشوريين والأرمن وغيرهم.
    وحقق الشعب الكردي خلال العمر القصير للعهد الجمهوري الأول في تاريخه إنجازات عديدة لكن أهمها على الإطلاق: الحرية في إدارة شؤونه وممارسة لغته وإحياء ثقافته وتكوين شخصيته القومية والبدء بعملية تغير اجتماعي واقتصادي وثقافي عميقة الجذور، والتحرر من الخوف ومن بطش السلطات الإيرانية وظلمها وفساد نظامها الإداري.
     وإذا كان الفرح الذي غمر كردستان برمتها آنذاك لم يشهد له تاريخ الأكراد، كما لم تشهد الأجيال اللاحقة له مثيلا حتى الآن، فقد تحول الإحباط في النفوس جراء السقوط المأساوي للجمهورية ، ولم تكمل العام الأول من عمرها، إلى جرح ظل ينزف في قلوب الأكراد جيلا بعد جيل، واصبح علم كردستان الذي ظل خفاقا في مهاباد فوق مقر الحكومة الكردية وعلى سطوح المنازل وواجهات المحلات مستمسكا جرميا يخفى عن عيون السلطات ليس في إيران فحسب بل وفي العراق وتركيا وسورية خوفا من العقاب الصارم، وتودعه الأمهات في متاع المسافرين من أبنائهن كي لا ينسوا وطنهم في الغربة، واصبح نشيد جمهورية كردستان أي رقيب، الأمة الكردية باقية حية لا تموت نشيدا سريا لا يذاع إلا في الخفاء.
وقبل سقوط جمهورية كردستان بأيام سقطت جمهورية أذربيجان الشعبية يوم ١٢/١٢/١٩٤٦ دون مقاومة تذكر في حين أجهزت الرجعية المحلية وقوات الحكومة المركزية على ما يقدر بنحو( ١٥٠٠٠ ) من قادة وأنصار تلك الجمهورية خلال أسبوع واحد.
   سقطت جمهورية كردستان في ١٧/١٢/١٩٤٦ بأيدي قوات الحكومة المركزية دون مقاومة تذكر، رغم أن تعداد الجيش الذي دخل مهاباد لم يزد عن (٦٠٠ ) جندي ترافقهم مدرعتان ومعهم مدفعين فقط، ناهيك عن ارتباك المهاجمين وعدم كفاية عتادهم ومؤونتهم من الطعام والوقود وتعذر تقدمهم بسبب الثلوج والأمطار التي قطعت الطرق المؤدية إلى قلب العاصمة مهاباد.
وهكذا أسدل الستار على أول جمهورية كردية باعتقال رئيسها ثم إعدامه شنقا مع عدد من أبرز قادة الجمهورية في ساحة القناديل الأربعة فجر يوم ٣٠/٣/١٩٤٧، كما اعدم قادة آخرون وسجن بعضهم وهرب معظمهم، وأزيلت من مهاباد جميع معالم الجمهورية ومؤسساتها.
أما أسباب سقوط جمهورية مهاباد على هذا النحو المأساوي، فعديدة ومتشابكة؛ ولم تدرس هذه الواقعة التاريخية بعمق سياسي استراتيجي حتى الآن، وإنما أهملت كمجد تليد وحلم ربما يتكرر ذات يوم. ولأضع ذات السؤال بصيغة ديناميكية على النحو التالي: هل كان بالإمكان أن تستمر جمهورية كردستان وتتطور؟!
.
    إن الإجابة على هذا السؤال تضفي على هذه التجربة الفريدة في تاريخ الشعب الكردي طابعا تحليليا، وتحدد -دون شك- معالم الدروس التي كان يتوجب الاهتداء بمنطوياتها في الكثير من المواقف التي تعرضت لها القضية الكردية خلال العقود التالية ابتداء من الخمسينات وحتى اليوم.
من الممكن تلخيص الأخطار التي كانت تحيط بالجمهورية الكردية في إطار فئتين مترابطتين ومتكاملتين من العوامل (١) الموضوعية و (٢) الذاتية. وتشمل الأولى مجمل الظروف الخارجية المحلية والإقليمية والدولية بما في ذلك طبيعة نظام الحكم في إيران ومدى سلامة نهج الحركة الديمقراطية الإيرانية والموقف الإقليمي من مسألة التحرر القومي وأخيرا مصالح الدول الكبرى التي كانت تحتل إيران آنذاك وهي بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي. وتشمل الثانية طبيعة النظام السياسي الذي أقامته الجمهورية الكردية وعلاقتها بجمهورية أذربيجان الديمقراطية المجاورة لها ومدى سلامة خطتها للدفاع عن نفسها وصيانة مكاسبها.
    ولقد كانت قيادة الجمهورية تدرك دون شك حجم هذه الأخطار. وبإمكاننا الاستدلال من دراسة هذه الفترة من تاريخ الحركة الوطنية الكردية على أن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وجدت من جهة في إستراتيجية التحالف مع القوى الديمقراطية في إيران أي مع حزب توده والفرقة الديمقراطية الأذربيجانية وحزب إيران والحزب الاشتراكي وحزب جنكل في إطار جبهة وطنية موسعة خير ضمان لبقاء الجمهورية الكردية وصيانتها.كما عمدت من جهة أخرى إلى تعزيز القوات الكردية المدافعة عن الجمهورية بقيادة الملا مصطفى البارزاني، والعمـل على سـد الثغرات الخطيـرة في مستويات تدريبهـا وتسليحها وتثقيفها بالولاء للجمهورية وليس للرؤساء العشائريين. ولم يكن عدد هذه القوات يزيد إلا قليلا عن ( ١٢٧٥٠ ) مقاتلا منهم ( ٢٠٠٠ ) من المقاتلين البارزانيين.
    وسعت قيادة الجمهورية إلى تمتين علاقتها مع حكومة جمهورية أذربيجان الشعبية واحتاطت لما قد ينجم من مشكلات بين الجمهوريتين في المستقبل، بإبرام معاهدة صداقة وتعاون وقعها في تبريز قاضي محمد وجعفر بيشوري يوم ٢٧/٢/١٩٤٦. وقد نصت المعاهدة من بين أمور أخرى، على احترام حقوق الأقليات الكردية في أذربيجان والأذربيجانيين في كردستان، وعلى أن يكون التفاوض مع السلطة المركزية في طهران بموافقة الحكومتين مسبقا.
      وهكذا يمكننا أن نستنتج بوضوح عناصر الإستراتيجية التي حددتها الحكومة الكردية لصيانة الجمهورية وهي: الجبهة الوطنية الموسعة، وتدعيم قواتها المسلحة، وإبرام معاهدة الصداقة والتعاون مع حكومة جمهورية أذربيجان ذات الحكم الذاتي المجاورة. ومن المؤكد أنها وجدت في السياسة السوفيتية المدافعة بحماس عن حقوق الشعوب في حق تقرير مصيرها وصيانة مكاسبها الديمقراطية إطارا شاملا لدعم كيانها.
فهل كانت استراتيجية الدفاع عن الجمهورية هذه سليمة وكافية؟
    لعل من نافلة القول أن نجيب بكلا. لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد. ولكن النظرة المعمقة لبرنامج الحزب الحاكم تكشف لنا عن الأسباب الأساسية للانهيار المأسوي للجمهورية الفتية. ولنعد الآن إلى دراسة البنود الثلاثة ١ و ٥ و ٦ الواردة في برنامج الحزب الديمقراطي الكردستاني على مستوى السياسة القومية والاقتصادية، ونبين أثر القوى الدولية في انهيار الجمهورية الكردية وعوامل أخرى.
 (أ‌) السياسة القومية:
     اختارت قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني صيغة الحكم الذاتي لتحديد نمط ارتباط جمهورية كردستان بالحكومة المركزية في طهران، ووجدت في هذه الصيغة خير تعبير عن حق الشعب الكردي في تقرير مصيره، كما وجدت في قيام نظام ديمقراطي في إيران خير ضمان لاستمرار تطبيق هذا الحكم الذاتي، أي أنها اختارت عمليا حكما ديمقراطيا في إيران يتمتع بظله الأكراد بحكم ذاتي . ولولا ضعف النظام الشاهنشاهي آنذاك وقوة الجبهة الوطنية الإيرانية ولاسيما حزب توده الإيراني، واستعدادها لاستلام السلطة بين لحظة وأخرى لأمكننا القول بان قادة الحزب قد وضعوا العربة أمام الحصان بتأسيس جمهورية مهاباد، أي أنهم ارتكبوا خطأ تاريخيا لا يغتفر، وكان الأجدر بهم أن يقفزوا سويا مع الأحزاب السياسية الإيرانية إلى السلطة في طهران قبل أن يقفزوا إلى السلطة وحدهم في مهاباد.
    وقد برهن تطور الأحداث اعتبارا من صيف ١٩٤٦ على أن هذه السياسة القومية لم تكن تستند إلى ضمانات فعلية بجميع المقاييس النظرية والعملية.
   ففي الفترة ما بين ٢/٨/١٩٤٦ وهو اليوم الذي يؤرخ مشاركة حزب توده في السلطة بثلاثة وزراء وبين ١٧/١٢/١٩٤٦ وهو نفس اليوم الذي يؤرخ فيه مداهمة السلطات الإيرانية لمقرات الحزب المذكور وهروب قادته إلى خارج البلاد، وانهيار الحركة الوطنية الإيرانية واستسلام أنصارها دون مقاومة، ظهر أن الجبهة الوطنية الإيرانية لم تكن تملك آنذاك أي برنامج عملي ليس للوصول إلى السلطة فحسب وإنما حتى للدفاع عن نفسها ناهيك عن قدرتها على الحركة للدفاع عن جمهورية كردستان أو أذربيجان الشعبية.
    ولم تكن صيغة الحكم الذاتي لجمهورية كردية من المنتظر ازدهارها ونموها بظل دولة إيرانية ديمقراطية معادية لمصالح المستعمرين البريطانيين والأمريكيين وحليفة للاتحاد السوفيتي منسجمة مع مصالح التركيبة الطبقية لقيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني والجمهورية. فقد كان نصف أعضاء قيادة الحزب ولجنته المركزية من الإقطاعيين وكبار المالكين، كما كانت قيادة معظم فصائل المدافعين عن الجمهورية تحت إمرة رؤساء العشائر. وكان هؤلاء يدركون إدراكا تاما مدى خطورة جمهورية كردستان الديمقراطية على مصالحهم المادية ونفوذهم السياسي والاجتماعي لذلك لم يتأخروا هم وغيرهم عن التخلي عن الجمهورية ومكاسبها حين حان وقت الدفاع عنها، بل انهم كانوا يقاومون أي اتجاه نحو الاهتمام بمصالح غالبية سكان كردستان من الفلاحين المعدمين حتى خلال العمر القصير لجمهورية كردستان.
    ومن ذلك نستنج أن صيغة الحكم الذاتي هذه لم تكن بالضرورة موجهة لرعاية مصالح الأكراد من الفلاحين والرعاة والعمال الموسميين والنساء والعاطلين وإذا أضفنا إلى ذلك حقيقة أخرى هي أن الحكم الذاتي المحلي صيغة تتعارض مع طبيعة نظم الحكم السائدة في البلدان المتخلفة (النامية) ومع السلوك الاستبدادي لقادة تلك البلدان، وإنما هي (أي الحكم الذاتي) صيغة مستعارة ولا تصلح للتطبيق إلا في مجتمع متقدم ولنظام حكم راسخ يستند في ممارسة وظائفه على مستوى الدولة والقيادة على مؤسسات ديمقراطية تضمن حرية التعبير وحقوق الإنسان وتداول السلطة ونزاهة الانتخابات والحريات العامة، يمكننا أن نستنتج ما يلي: لقد استعارت قيادة الحزب مفهوم الحكم الذاتي من جارتها جمهورية أذربيجان الديمقراطية الشعبية ولا يمكن استثناء دور السوفييت في إملاء هذه الصيغة على قيادة الحزب والجمهورية الكردية.


(ب) السياسة الاقتصادية:
   كان النفوذ القانوني لسلطة جمهورية كردستان يقتصر على ثلث مساحة كردستان -إيران (ماعدا لورستان) أي زهاء ( ٤١٠٠٠ ) كيلو متر مربع. وكان النظام الاقتصادي السائد نظاما إقطاعيا من الطراز الكلاسيكي، حيث يتملك ١% من السكان نسبة ٥٦% من الأراضي الزراعية، وتعود ملكية ٤٠% منها إلى أقل من ٢ في الألف من الإقطاعيين. أما نسبة المعدمين في الريف فقد تجاوزت نسبة ٦٠% من الفلاحين في حين لم تزد نسبة صغار المزارعين ومتوسطيهم (ممن يمتلكون أقل من هكتار واحد) عن نسبة ٢٣% من مجموع سكان القرى.
   وقد حدد برنامج الحزب الديمقراطي الكردستاني المعالم الرئيسية للسياسة الاقتصادية التي اتبعتها جمهورية كردستان في إطار فقرتيه ٥ و ٧. فقد حددت الفقرة ٧ السياسة الاقتصادية العامة بأن: يعمل الحزب ويناضل من أجل تقدم الزراعة والتجارة وتطوير الثقافة والصحة وتحسين الحياة الاقتصادية والمعنوية للشعب الكردي بالاستفادة من الثروات الطبيعية والمعادن في كردستان، في حين حددت الفقرة 5 كما ذكرنا أعلاه تحقيق اتفاق على أساس قانون عام، بين الفلاحين والمالكين، وان يضمن (أي الاتفاق) مستقبل الطرفين. كما وضعت الجمهورية خريطة تحدد مساحة الملكيات الزراعية، وأنشأت إدارة لمعالجة قضايا الزراعة والمشكلات العقارية وشركة تتولى مراقبة التجارة الخارجية.
    ولربما كانت فكرة (الاتفاق) محاولة من جانب الجمهورية لتشريع قانون عام يحدد العلاقة بين الفلاحين والإقطاعيين كخطوة أولى لمجابهة الظلم الإقطاعي السائد في الريف الكردي، إلا أن ثمن هذه المحاولة الإصلاحية كان باهظا حقا، فقد كلف الأكراد جمهوريتهم الأولى دون شك.
ويعزى التعاون بين الحزب والإقطاعيين إلى نشوء نوع من المصالح المتبادلة بين الطرفين. فمن جهة أنعش الحزب، بمبادرته إلى إقامة جمهورية كردية في مهاباد، مشاعر الاعتزاز بالانتماء القومي لدى جميع الفئات الاجتماعية الكردية في كردستان برمتها، وهي ظاهرة اجتماعية تعكس تراكم الشعور بالظلم والاستياء من الحكام الأجانب، وترتبط ارتباطا وثيقا بالتركيب النفسي للشعب الكردي، وخصائصه القومية ونزعته الاستقلالية وبذلك غذت مبادرة الحزب طموحات الإقطاعيين ورؤساء العشائر ورجال الدين ونزعتهم القومية الكردية واندفعوا لتأييدها بحماس بالغ. ومن جهة أخرى، لم يكن الحزب الديمقراطي الكردستاني الناشئ حديثا قادرا على الأخذ بزمام المبادرة، ولم يكن يمتلك الوسائل المادية الضرورية لإسنادها ودعمها وتحقيق أهدافها دون الاعتماد على المصدر الوحيد لتعبئة المال والسلاح والرجال أي على فئة الإقطاعيين ورؤساء العشائر.
لكن تعاون هذه الفئة لم يكن دون شروط أو ضمانات بل إن هذه الضمانات تأكدت بوجود ممثليهم في اللجنة المركزية للحزب وفي مجلس وزراء الجمهورية بنسبة تزيد عن النصف، وبعدم إقدام الجمهورية على توزيع الأراضي على الفلاحين وتقويض النظام الإقطاعي، وبمطالبة الحزب بحكم ذاتي ضمن إطار الدولة الإيرانية أي المطالبة بهدف لا يشكل في واقع الأمر خرقا للنظام الإيراني الذي يقر بمبدأ مجالس المناطق والولايات في القانون الأساسي. وتشكل هذه النقطة الأخيرة خط الرجعة للإقطاعيين بالنسبة لعلاقتهم بالسلطة المركزية في طهران ناهيك عن ارتباط معظمهم بنظام الشاه في طهران في وقت كانوا يحتلون فيه مراكز عالية في جمهورية كردستان.
من هذا نستنتج خطأ الفكرة التي اعتنقها السياسيون الأكراد ممن يقولون بعدم وجود طبقة اجتماعية معادية لنضال الشعب الكردي التحرري، إذ أنهم لا يميزون بين شعور الاعتزاز بالانتماء القومي، وهي ظاهرة اجتماعية وتاريخية وسمة إنسانية طبيعية لدى جميع الأكراد شأن غيرهم من القوميات وبين المصالح الطبقية الحقيقية التي تحدد الولاء السياسي، بالضرورة للحكومات المركزية والدول الاستعمارية إذا كان البديل المطروح دولة كردية تستهدف سياستها القضاء على امتيازات الإقطاعيين ونفوذهم السياسي والاجتماعي.
(جـ) السياسة الخارجية والدولية
     اتفق الحلفاء (روزفلت وستالين وتشرشل) أثناء الحرب العالمية الثانية في مؤتمر طهران (تشرين الثاني/نوفمبر ١٩٤٣ ) على إجلاء قواتهم من إيران بعد انتهاء الحرب بستة أشهر. وقد انتهت الحرب في أوروبا يوم ٨/٥/١٩٤٥ باستسلام ألمانيا وفي آسيا باستسلام اليابان يوم ٢/٩/١٩٤٥ . وطبقا لبنود الاتفاق، فقد انسحبت القوات الأمريكية من جنوب إيران يوم ١/١٢/١٩٤٥ وانسحب الجيش البريطاني من الوسط والجنوب في ١/٢/١٩٤٦، ولم تنسحب القوات الروسية من شمال إيران.
     وفي ١٦/٣/١٩٤٦ قدمت الحكومة الإيرانية شكوى إلى مجلس الأمن تطالب فيها بانسحاب الجيش الأحمر من إيران. وفي نهاية الشهر نفسه سافر قوام السلطنة رئيس وزراء إيران آنذاك إلى موسكو ونجح في إبرام اتفاقية مع الاتحاد السوفيتي نصت على : (أ) أن يغادر الجيش الأحمر الأراضي الإيرانية خلال شهر ونصف من موعد إبرام الاتفاقية في ٢٤/٣/١٩٤٦ (ب) تأسيس شركـة للنفط مختلطة إيرانية - سوفيتيـة بموجب اتفاقيـة أمدها ٥٠ عاما واستخراج النفط من شمال إيران على أن تكون حصة إيران خلال منتصف المدة ٤٩% وحصة الاتحاد السوفيتي ٥١%، ثم يتساويان في الحصص في النصف الثاني من مدة الاتفاقية، ويعقبها شراء إيران لحصة الاتحاد السوفييتي.
   وربط تنفيذ الاتفاقية المذكورة بموافقة البرلمان الإيراني الذي سينتخب خلال ستة أشهر بعد موعد انسحاب الجيش الأحمر.
    ومن المؤكد أن قوام السلطنة نجح في إقناع القادة السوفيت باتجاهاته التقدمية ورغبته في إقامة نظام ديمقراطي في إيران وتقليص نفوذ الشاه وإطلاق الحريات العامة وتأييده لحقوق القوميات في الحكم الذاتي ولربما معاداته للإمبريالية والاستعمار أيضا، وذلك على نسق ما كان قد فعل قبل ذلك حيث أقنع الأحزاب السياسية الإيرانية اليسارية ولاسيما حزب توده باتجاهاته الديمقراطية ومعاداته للاستعمار والدكتاتورية وسعيه لإقامة نظام ديمقراطي في إيران. وعزز هذا الإقناع في بداية تموز/ يوليو ١٩٤٦ بتأسيس حزب سياسي (الحزب الديمقراطي الإيراني) وجعله حليفا للجبهة الوطنية وأحزابها اليسارية، وباشراك حزب توده في السلطة ممثلا بثلاثة وزراء مهمين (الصناعة والصحة والثقافة) في مطلع آب/أغسطس من نفس العام وبتعيين سفير له في موسكو موالي للاتحاد السوفييتي.
    يكـون رئيس وزراء الحكومـة المركزيـة في طهران قـوام السلطنة قد أوجد
(١) المبرر القوي لانسحاب القوات السوفيتية من إيران، واقتصد للدولة السوفيتية نفقات احتلال الجيش الأحمر لشمال إيران،وتكاليف دفاعه المحتمل عن الجمهوريتين اللتين أنشئتا بمساعدته وبدعم منه.
(٢) ربط الحركة الوطنية الإيرانية بعجلته، وسحب البساط من تحت قدميها وأعاقها عن الحركة. (٣) خدع قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني وحجب عنها الرؤيا السليمة للأحداث واستقرائها بطريقة واقعية بما في ذلك تحركات الجيش الإيراني نحو احتلال الجمهورية.
ولعل النجاح الأساسي الذي أحرزه قوام السلطنة على كل من الاتحاد السوفييتي والحركة الوطنية الإيرانية وقيادتي الجمهوريتين الأذربيجانية الشعبية والكردية يتمثل في ربط الوفاء بوعوده (الديمقراطية) بإجراء انتخابات للبرلمان الإيراني وربط حرية الانتخابات ونزاهتها بعودة قوات الجيش الإيراني إلى احتلال المواقع التي سبق وان طرد منها في شمال إيران.
وعلى الرغم من الإجراءات التي تكشف بوضوح النوايا الحقيقية لقوام السلطنة ومنها على سبيل المثال لا الحصر: مساهمته شخصيا في تموز/يوليو ١٩٤٦ في إثارة القبائل الإيرانية بالتعاون مع شركة النفط البريطانية في محافظتي خوزستان وفارس على المنظمات الديمقراطية ونقابات العمال ومهاجمتهم مقرات حزب توده والمطالبة بإخراج الوزراء التودويين من الحكومة، وعدم تصديق حكومته على الاتفاق المبرم مع رئيس جمهورية أذربيجان ذات الحكم الذاتي للاعتراف بوجودها ولتوسيع نطاقها الجغرافي، والسماح بتغلغل النفوذ الأمريكي في شؤون إيران وتدعيم النفوذ البريطاني القوي أصلا، إلا أن قادة الأحزاب السياسية الإيرانية ومنها قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني ظلوا يثقون بقوام السلطنة إلى نهايـة المطاف علما بأن الاذري والكـردي البسيط كانا يعلمان أن قوام السلطنة لا يفعل شيئا إلا بموافقة الشاه وموافقة الأمريكان والإنجليز.
ولا غرابة البتة في أن تساعد الحكومتان الأمريكية والإنجليزية الحكومة الإيرانية الرجعية بقوة، وتعملان بحزم على إنقاذ نظام الشاه الموالي لهما، بالقضاء على الحركة الوطنية التحررية الإيرانية المعادية للشاه وللإمبريالية ومنع نظامه من التفكك حماية لمصالحهما الاقتصادية والنفطية والاستراتيجية، وتعملان على إسقاط جمهورية كردستان للحيلولة دون انتعاش الحركة التحررية الكردية في العراق وتركيا، بما يعرض مصالحها للخطر في ثلاثة بلدان غنية بالموارد الطبيعية تدور في فلك سياستيهما الاستعمارية، إضافة إلى قربها من الاتحاد السوفيتي الذي تحول إلى العدو الأول للإمبريالية العالمية غداة القضاء على ألمانيا النازية ودول المحور.

د- عوامل أخرى
     وثمة عاملان إضافيان لابد من التطرق إليهما ساهما في التعجيل بإسقاط جمهورية كردستان هما: تلكؤ قادة الجمهورية في توسيع رقعة الجمهورية وتعذر توسيع نطاق الثورة الكردية لتشمل أجزاء كردستان الأخرى.
  طرح موضوع توسيع رقعة جمهورية كردستان منذ ربيع ١٩٤٦، فقد كانت قيادة الجمهورية تتلمس مدى خطورة وجود قوات إيرانية في مدن سقز وسردشت الواقعة على طول الحدود الجنوبية للجمهورية. كما كانت تدرك أهمية تحريرها لبقية المناطق الكردية في إيران. وعلى الرغم من حشدها في جبهة سقز-بأنه نحو ١٣ ألف مقاتل كردي من بينهم ( ٢٠٠٠ ) من البارزانيين المدربين تدريبا جيدا مقابل نحو ١١ ألف جندي إيراني محاصرين عمليا ومقطوعين عن خطوط تموينهم واشتباك هذه القوات في معركتين الحق البارزانيون في المعركة الأولى هزيمة نكراء بالجيش الإيراني أثارت المشاعر القومية لدى الأكراد ورصت صفوفهم، كما أثارت حنق رئاسة الأركان الإيرانية في طهران وثبطت عزيمة الجيش، وآلت إلى إرسال اللواء رزم آرا قائدا جديدا لمنطقة سقز، واضطرار القوات الكردية إلى التراجع في المعركة الثانية إلا أنها لم تفقد معنوياتها العالية واستعدادها لإعادة الكرة والتوجه لتحرير مدينة سنه، لكن قيادة الجمهورية اتخذت تحت تأثير القنصل السوفيتي في أورمية، وتوقيع الحكومة الإيرانية على اتفاقية تأسيس شركة النفط الإيرانية-السوفيتية المشتركة (بانتظار موافقة البرلمان الجديد) وتوقيع اتفاقية مظفر فيروز-بيشوري للاعتراف بجمهورية أذربيجان (التي أهملت فيما بعد)، قرارا بالتوقف عن الهجوم على الجيش الإيراني أي ترك فكرة تحرير بقية مناطق كردستان. وكان هذا القرار هو الشق الأول من السياسة العسكرية الانتحارية لجمهورية كردستان.
    عقدت الأمة الكردية برمتها آمالها في التحرر والانعتاق على جمهورية كردستان في مهاباد، وشخصت في قيامها اللبنة الأولى في صرح مستقبلها ومكانتها بين الأمم والشعوب المتحررة. فقد تدفق على الجمهورية الفتية أكراد العراق بمقاتليهم ومثقفيهم وشاركوا بحماس في بناء مؤسساتها وجاءها ممثلو أكراد تركيا وسورية وزارها أكراد المهجر قادمين من مختلف بقاع العالم، واحتضنت الجمهورية جميع هؤلاء بكل صدق وحرارة إلا أن جمهورية كردستان كانت وحيدة وصغيرة ومحاطة بأعداء أقوياء، من الداخل ومن الخارج، وبأصدقاء ضعفاء وبحركة كردية كانت في حالة جزر وانكماش اثر فشل ثورة البارزاني في العراق عام ١٩٤٥ وتصفيتها بفضل تدخل سلاح الجو البريطاني في المعارك إلى جانب قوات الجيش العراقي. ولم يكن الشعب الكردي في تركيا قد أعاد تكوين تنظيمه واستعداده للثورة بعد. وهذا هو الشق الثاني الذي قـتل الجمهورية الكردية في المهد.
وأعلن عن أسماء الوزراء الثلاث عشر في 11 شباط من نفس العام في جريدة كردستان الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الكردستاني وهم :
1-              الحاج بابا شيخ ...................................... رئيساً للوزراء
2-              محمد أمين معيني............................. وزير الشؤون الداخلية  
3-              محمد حسين سيف قاضي............................... وزير الحرب
4-              محمد أيوبيان .......................................... وزير الصحة
5-              عبد الرحمن إيلخاني زاده................................. وزير الدولة  
6-              إسماعيل إيلخاني  زادة ................................وزير الموصلات
7-              أحمد إلهي ............................................وزير الاقتصاد
8-              كريم أحمدين..................................... وزير البريد والكهرباء 
9-              مصطفى داوودي......................................... وزير التجارة  
10-         مناف كريمي................................................. وزير المعارف
11-         محمود ولي زادة .............................................وزير الزراعة
12-         صديق حيدري ...............................................وزير الإعلام
13-         خليل خصروي................................................ وزير العمل.







اللغة
رئيس الوزراء
حاجي بابا شيخ
حقبة تاريخية
اعلان الاستقلال الذاتي
22 يناير 1946
انسحاب السوفيت
يونيو 1946
إيران تسيطر
15 ديسمبر 1946
اعدام الزعماء
30 مارس 1947

37,437 كم² (14,455 ميل مربع)


ووضع نشيد وطني للجمهورية وهو ( أي رقيب ) من كلمات الشاعر الراحل يونس رؤوف دلدار , ولحنه المهندس نوري صديق شاويش , ومن منجزات الجمهورية أيضاً أصبحت اللغة الكردية لغة رسمية في البلاد , ونشرت صحف ومجلات كثيرة باللغة الكردية منها جريدة كردستان , وصدر منها مئة وثلاثة عشر عدداً , وهوارى كرد ( صرخة الكرد ) و هوارى نشتمارن ( صرخة الوطن ) , والمجلة الأدبية هلالة  Ker u kale mendalen kurd
( غنين الطفل الكردي ) , وكانت المجلة من إصدار عمال مطبعة مهاباد تلك المطبعة التي كانت إهداءاً من الحكومة السوفيتية حينذاك .
أنشىء المسرح الكردي لأول مرة حيث كانت ضرورية لإيصال الأفكار إلى الشعب الذي كان 90% منه أميياً , وتأسس الاتحاد النسائي الكردستاني في 14/3/1946بالرغم من قلة النساء المتحررات في المجتمع الكردي , كما أسس الجيش الشعبي الذي سمي بقوات البشمركَة .


لا يخفى أن حلم الأكراد كان على مدى القرون هو إقامة دولة كردستان الكبرى.

تاريخ الأكراد :
    أاصل الكلمة
    تندرج اللغة الكردية ضمن مجموعة اللغات الإيرانية التي تمثل فرعا من أسرة اللغات الهندوأوروبية، وكلمة كوردستان مؤلفة من جزأين، الأول منها هو كرد نسبة إلى الشعب الكوردي و الجزء الثاني منها هو( ستان ) وتعني موطن أو مكان. لذلك عرفت المنطقة منذ زمن بعيد بأرض الكورد، ففي عصر حضارة ما بين النهرين على سبيل المثال عُرفت المنطقة بهذه التسمية، كما و كان السومريون يسمون المنطقة بكورا، قوتيوم، او ارض كاردا. اما الأشوريون فكانوا يسمونها بكورتي، و البابليون بقاردو، و الإغريق بقاردوتشوي، و الرومان بكوردرين، و العرب بأرض الأكراد.



التوزيع الجغرافي
   لم تشكل كردستان بلدا مستقلا ذا حدود سياسية معينة، على الرغم من أنه يسكنها شعب متجانس عرقيا.
     تتوزع كردستان بصورة رئيسية في أربع دول هي العراق وإيران وتركيا و سوريا، فيما يوجد عدد من الأكراد في بعض الدول التي نشأت على أنقاض الاتحاد السوفياتي السابق. وتشكل كردستان في مجموعها ما يقارب مساحة العراق الحديث. وتختلف التقديرات بشأن عدد الأكراد بين 55 إلى 65 مليونا، موزعين بنسبة 25% في تركيا، 20% في إيران، و20% في العراق 15% في سوريا و أرمينيا.
فهم يشغلون 23 ولاية من الولايات التركية، البالغ عددها 90 ولاية، وهذه الولايات، تقع في شرقي تركيا وجنوبيها الشرقي وهي: أرزنجان ـ أرضروم ـ قارص ـ ملاطية ـ تونجالي ـ ألازيغ ـ
بينجول ـ موش ـ آغري (قرا كوسه) ـ باطمان ـ آدي يمان ـ ديار بكر ـ سعرت (سيرت) ـ
 بيتليس ـ (بدليس) ـ وان ـ أورفا ـ ماردين ـ حكّاري (جولامريك) ـ شرناخ - غازي عنتاب –
مرعش . كما يوجد عدد كبير منهم في ولايتَي سيواس وأنقرة، وفي مستوطنات قرب أضنة.
تقدر مساحة كردستان في الجزء التي تحتلها تركية ب 225 ألف كم2
يبلغ عدد أبناء الشعب الكردي في هذا الجزء من كردستان بحوالي
16 مليون إنسان عام 1990
وقد هاجر من الأكراد حوالي مليون و 600 ألف إنسان إلى اسطنبول
ونصف مليون إلى أنقرة .
ومازال هؤلاء المهاجرين يتكلمون بلغتهم الأم اللغة الكردية .

أما في إيران، فالأكراد يحتلون بصورة مطلقة شمالي غربي إيران في ولايات: آذربيجان الغربية إلى الغرب من بحيرة أورمية (رضائية) ومناطق ماكو، قطور، شاه بور. وفي جنوب البحيرة منطقة مهاباد (أو صابلا) وولاية كردستان (أردلان) وعاصمتها سِنّا أو سننداج. ومناطق بوكان، صاقز، سردشت، بانه، بيجار (جروس)، مريوان، هورامان. وولاية كرمنشاه و قصر شيرين. وهناك مناطق كردية معزولة في خراسان وفارس وكرمان.
·         تبلغ نسبة أراضي كردستان في الجزء التي تحتلها إيران ب 170 ألف كم2
يبلغ عدد أبناء الشعب الكردي في هذا الجزء من كردستان بحوالي
6.5 مليون شخص عام 1990 .
وفي العراق يتركز الأكراد في الألوية الشمالية والشمالية الشرقية: محافظة السليمانية ومحافظة أربيل ومحافظة كركوك ومحافظة دهوك ومناطق سنجار والشيخان ومخمور وقرقوش وتلكيف وذمار من محافظة الموصل. وكذلك في منطقتَي خانقين و مندلي من محافضة ديالى (دياله) حيث يجاورون أكراد إيران، إلى الغرب من جبال زاجروس.
·         تبلغ نسبة أراضي كردستان في الجزء التي تحتلها العراق80 ألف كم2
·         ويعيش في هذا الجزء الكردي 5 ملايين كردي وهناك نصف مليون كردي في بغداد
.
وفي سورية، يقيم الكورد بالشمال والشمال الشرقي، حيث يجاورون الأكراد في تركيا، ويشكلون حزاماً عمقه 30 كم وطوله 250 كم في إقليم الجزيرة السورية (محافظة الحسكة)حيث يشكلون غالبية سكان مناطق القامشلي والمالكية و رأس العين وعامودا و درباسية وفي منطقتَي عين العرب (كوبانية) و عفرين (جبل الأكراد) قرب حلب.
·         تبلغ نسبة أراضي كردستان في الجزء التي تحتلها سورية 18300 كم2 و يعيش في هذا الجزء أراضي كردستان حوالي مليونين و400ألف إنسان كردي
عام 1990يتوزعون أساساً في الجزيرة وحلب  ودمشق
وغيرها  من المحافظات الأخرى .
وفي أرمينيا، حول العاصمة يريفان، ونخجوان. وفي أذربيجان، في منطقة قرا باغ.
كما يعيش الأكراد خارج الأقطار المذكورة، إذ توجد قبائل كردية في جورجيا و باكستان و بلوشستان و أفغانستان. أما اللور الذين يعدّهم غالبية الباحثين والمورخين من الشعب الكردي فيشغلون محافظات لورستانو ايلام وجار محل بخياري وبوير احمد في إيران. كذلك ينتشر اللوريون في مدينتي العمارة والكوت في العراق.
الأكراد في لبنان

·         يعيش في لبنان أكثر من 90 ألف إنسان كردي يناضلون
إلى جانب القوى الوطنية اللبنانية .وخصوصا ً إلى جانب
الحزب الاشتراكي التقدمي والحزب الشيوعي اللبناني .

الأكراد في باكستان وأفغانستان

·         يعيش فيها أكثر من مليون ونصف كردي ويعيش قسم في أوربا
وأمريكا حيث يصل عددهم إلى أكثر من نصف مليون نسمة .
الأكراد في ألمانيا

·         يسكن في ألمانيا الاتحادية أكثر من 300 ألف كردي في عام 1990 .

الاتحاد السوفيتي

·         يعيش أكثر من مليون كردي كانوا يتمتعون ببعض من حقوقهم
 الاجتماعية و الثقافية  .


الجغرافية والطبيعة
كوردستان منطقة جبلية ذات حدود طبيعية، تقع بين درجتَي العرض 34° و39° ودرجتَي الطول 37° و46°. تحدها من الغرب جبال طوروس والهضبة العليا لما بين النهرين، الجزيرة وجبال ماردين السفلى.
أما في شرقيها فتقع سلسلة الجبال الكوردية وذلك في الرقعة المحصورة بين بحيرتَي أورمية و بحيرة وان . وفي الجنوبي الغربي، تقع جبال زاجروس.
وتبدأ حدود هذا الإقليم الجبلي الواقع جنوبي جبال آغري (أرارات) في أرمينيا من منتصف المسافة ما بين جنوب غرب بحر قزوين وجنوب شرق البحر الأسود، ممتدة داخل آذربيجان الإيرانية وجمهورية أرمينيا، وقسم كبير من شرقي الأناضول. وتنحدر جنوباً حتى مشارف شبه الجزيرة العربية العليا فشمالي العراق وشمالي شرقه فالقسم الغربي من إيران. وتنتهي في الجنوب بخط وهمي يمتد من مندلي العراقية إلى كرمنشاه الإيرانية.
والمساحة الكلية لكوردستان تقدّر بنحو 409650 كم2.
 يقع منها 194400 كم2 في تركيا ،
 و124950 كم2 في إيران،
 و 72 ألف كم2 في العراق،
و18300 كم2 في سورية.
 ويبلغ طول كردستان إذا قيست من الشمال إلى الجنوب ألف كم. أما معدل العرض فهو 200 كم في الجزء الجنوبي ثم يتزايد شمالاً حتى يبلغ 750 كم.
إن أعلى جبال كردستان، هو جبل آغري الكبير (أو أرارات الكبير)، ويبلغ ارتفاعه 5258م. ثم جبل رَشكو، في منطفة جيلو ـ داغ، وارتفاعه 4168م. وآغري الصغير (أو أرارات الصغير)، وارتفاعه 3925م.
وعموماً، فإن كردستان برمّتها مرتفعة ارتفاعاً ملحوظاً، إذ يتراوح ارتفاعها بين ألف و 1500م فوق مستوى سطح البحر. بل هناك مدن تقع على ارتفاع كبير، مثل بيجار، التي تعلو 1920م. وفي المقابل، ثمة مدن تقع على ارتفاع أقلّ، مثل أربيل، البالغ ارتفاعها 430م فوق سطح البحر، وتقع على تخوم الصحراء العراقية.

المناخ
يسود سهول كردستان مناخ شبه استوائي. ومعدل الأمطار يتراوح سنوياً بين 200 و400مم. أما الأراضي المنخفضة المنحصرة بين سلاسل الجبال فيتراوح معدل الأمطار السنوي فيها بين 700 وألفي مم، وقد يصل أحياناً إلى ثلاثة آلاف مم. وهذه الأراضي تغطيها الغابات عادة ويجري خلالها عدد من الأنهار والجداول. أما المناخ في وديان
كردستان الوسطى فهو قارّي إلى حدّ ما، وقد يكون قاحلاً، إذ يتراوح المعدل السنوي للمطر بين 300 و500مم.
ويبلغ الفرق بين درجتَي الحرارة الدنيا والقصوى 80 ْمئوية، إذ تنخفض الحرارة في قرا كوسه الواقعة في شمالي كردستان إلى 30° ـ 35° تحت الصفر. وترتفع درجة الحرارة في الصيف في كردستان الجنوبية إلى 35° ـ 45° في كرمنشاه، وإلى 40° ـ 45° في خانقين.

الأنهار
ينبع من جبال كردستان أربعة أنهار كبيرة:
نهر آراس: يجري في إقليم بينجول في تركيا ويصب في بحر قزوين. ويبلغ طوله 920 كم.
نهر دجلة: ينبع من بحيرة جولجوك (Golcuk) في أواسط طوروس الجنوبية الشرقية شمال مدينة ديار بكر في تركيا ويصب في الخليج العربي.
نهر الفرات: وينبع فرعه المسمى قرا صو، من دوملو تبه شمال أرضروم. وينبع فرعه المسمى نهر مراد من آلا داغ الواقعة بين بحيرة وان وجبال آغري في تركيا. ويلتقي الفرعان في شمالي غربي مدينة ألازيغ ليكوِّنا نهر الفرات الذي يخترق الأراضي السورية والعراقية ليصب في الخليج العربي.
نهر قيزيل أوزان: ينبع من جنوب غرب مدينة ديوان دَرَه في إيران. ويجري في إقليمَي زنجان وميانه ثم في جنوب مدينة رَشت حيث يسمى سفيد رود، ليصب في بحر قزوين.
ومن أنهار كردستان كذلك الزاب الكبير الذي يجري في تركيا والعراق، و الزاب الصغير، وكلاهما يصب في نهر دجلة. وعموماً فإن المناطق الكردية تمتلك مصادر وفيرة للمياه.
إن أكثر الأنهار والمياه تنبع من المرتفعات الشمالية كالفرات وفرعَيه، و دجلة وروافده. وهناك نهيرات عديدة يصب بعضها في بحيرة وان، وبعضها الآخر في بحيرة أورمية الواقعة في إيران شرق البحيرة الأولى.

البحيرات
تقع في الجزء الشمالي الغربي من إقليم كردستان بحيرتان هما: وان (Van)، ومساحتها 3765 كم2 وهي شديدة الملوحة، وأورمية ومساحتها ستة آلاف كم2.
وتوجد بحيرة خامزار جولجوك (Golcuk) شمال دياربكر عند منبع دجلة. وبحيرة زيفار في منطقة سِـنّا، قرب مه ريوان في إيران.

الزراعة
تحيط بكردستان الجبال الشامخة من كل الجهات سوى القسم الجنوبي الغربي. وأكثر الجهات صلاحاً للزراعة هو القسم الجنوبي والجنوب الشرقي، حيث حوضي نهر دجلة و نهر الفرات وروافدهما مثل الزاب الكبير و الزاب الصغير ونهر الخابور.
وأعلى الجبال في كردستان هي تلك الواقعة في الشمال الشرقي. وهي مكسوّة بالغابات الكثيفة ومحاطة بأودية خصيبة. ولذا فهي آهلة بالسكان صيفاً وشتاءً، وحافلة بالقرى والمدن، بخلاف سلسلة الجبال الفاصلة بين الحدود التركية والإيرانية، فإنها جرداء لا غابات فيها ولا كلأ، إذ تتكون من صخور بركانية صلدة ذات أخاديد وهُوىً سحقية، مما يجعل اقتحامها مستحيلاً على أشد الجيوش بأساً.

لثروة المعدنية
يتوجد النفط في منطقتَي كركوك في العراق، و شاه آباد في إيران. كما يوجد الحديد في ديفريك في تركيا، والنحاس في إرجان في تركيا.
أصل اللغة الكردية:
اللغة الكردية (Kurdî)
موجودة في: تركيا, العراق, إيران, سوريا, أرمينيا, لبنان
المنطقة: الشرق الأوسط
اللغة الكردية آرية عريقة في القدم، تنتمي إلى الفرع الغربي أو الزندي من مجموعات اللغات الإيرانية التي تشمل مجموعة كبيرة من اللغات الآرية، كاللغة الافستائية التي كتب بها زرادشت كتابه المقدس (أفستا)، والبهلوية أو البهلوانية، وهي لغة الأبطال المحاربين، والفارسية الحديثة والكردية والأستينية (لغة شعب الأستين) ..
واللغة الكردية كانت تكتب قبل الإسلام ـ من الشمال إلى اليمين بأبجدية مستقلة مشابهة للأبجدية الآشورية والأرمينية. فلما جاء الإسلام أهملت هذه الأبجدية، اكتفاء بالأبجدية العربية، لأنها لغة القرآن.
وقد وصفت اللغة الكردية بأنها لغة رشيقة متناسقة النبرات، بسيطة صريحة غنية متنوعة يسهل تعلمها، وتمتلك النفوس برقتها، والأمثال فيها بديعة وكثيرة التداول جداً، فهي أساس جميع المحادثات ومحورها. واللغة الكردية لا تقل بلاغتها عن فلسفلتها، وفي لغة شعرية، والشعر فيها يشمل جميع الفروع ويتناول الطبيعة كلها.
لهجات اللغة الكردية:
تنقسم اللغة الكردية على ثلاث لهجات رئيسة منتشرة في ثلاثة أقاليم من كردستان، هي:
اللهجة الكرمانجية الشمالية: ويتكلم بها جميع الكرد في تركيا، والقوقاز الجنوبي في جمهوريات أرمينيا وجورجيا وأذربيجان، وكذلك كرد سورية ولبنان، ومناطق سنجار وأقضية زاخو وعقرا وزيبار والعمادية وشيخان في محافظة دهوك ويطلقون عليها هناك اللهجة البادينانية أو البهدينانية، كما يتكلم بها أكراد أذربيجان الشمالي والغربي، وأكراد لواءي قوجان وبجنورد في ولاية خراسان الإيرانية.
2ـ اللهجة الكرمانجية الجنوبية (ويطلق عليها أحياناً السورانية): ويتكلم بها كرد العراق في محافظات أربيل والسليمانية وكركوك، وفي كردستان إيران في المناطق التي تقع إلى الجنوب والجنوب الشرقي من بحيرة أورميا (رضائية) حتى تصل إلى حدود ولايتي لورستان وبختياري في الجنوب.
علماً أن اللهجة الكرمانجية الجنوبية لها ثلاث شعب رئيسية، وهي:
أـ البابانية والسورانية، وتنتشران في المحافظات التي ذكرناها سابقاً في العراق (أربيل، السليمانية، وكركوك). والمكرية والأردلانية في كردستان الإيرانية، فالمكرية تنتشر في المنطقة التي تضم مدن شنو، لاجان أو (لهيجان)، سابلاخ، سردشت، حتى تصل إلى ميان دواف. والأردلانية تنتشر في المنطقة التي تضم مدن: بيجار، كروس، جوانرو، وبانه، والضفة الشرقية لنهر سيروان (نهر ديالى).
ب ـ الهورامانية والكورانية: فالهورامانية تنتشر في مناطق هورامان الجبلية الواقعة بين مريوان وسيروان قرب الحدود العراقية ـ الإيرانية. أما الكورانية فيتكلم بها أبناء الكوران الذين يطلقون على أنفسهم (أهل الحق أو العلي إلهية)*، وهي فرقة باطنية. والكوران تقع مناطقهم قرب طريق خانقين ـ كرمنشاه في كردستان الإيرانية.
ج ـ لهجات اللور والبختياري واللك، ويتكلم بها أبناء لورستان الكبرى والصغرى، ويسمون الكرد الفيليين، ومذهبهم الشيعة الإمامية.
 3ـ اللهجة الشمالية الغربية، ويتكلم بها أبناء قبائل دولي أو الزازا (الظاظا) وتنتشر الزازائية في مناطق درسيم، بالو، كنج، جبقجور، معدن، بيران، أكيل، سيويرك، بيجار، وجيرموك. مع ملاحظة أن معظم الذين يتكلمون بهذه اللهجة تكون ديانتهم النصيرية (العلوية)، كما أن متكلمي اللهجة الكورانية أصحاب فرقة باطنية، علماً أن الشبه أيضاً كبير بين الظاظائية والكورانية. فما الجامع بين الفرقتين الباطنيتين ولهجتيهما، بالرغم من أن الزازائية تنتشر في أقصى الشمال الغربي من كردستان تركيا، والكورانية في أقصى الجنوب الشرقي من كردستان العراق؟ ربما كانتا فرقة واحدة ثم انتقل قسم منها إلى هذا المكان البعيد عن سكنى القسم الآخر واحتفظ بلغته ودينه!!
. .






مصادر
  • ابراهيم ابراهيم، اشكالية العلاقة بين الأكراد والعرب، مركز عامودة للثقافة الكردية 2003
  • احمد تاج الدين، الأكراد ، تاريخ شعب وقضية وطن، الدار الثقافية للنشر، القاهرة 2001.
  • ليرخ، ب، دراسات حول الأكراد و أسلافهم الخالدين الشماليين، مكتبة الأسد، حلب 1992.
  • مارجريت كان، أبناء الجن، مذكرات عن الأكراد ووطنهم، مكتبة الخلود، دمشق 2001.
  • محمد فتحي الشاعر، الأكراد في عهد عماد الدين زنكى، دار المعارف، القاهرة 1991.
  • نبيل زكى ، الأكراد: الأساطير والثورات والحروب، كتاب اليوم، القاهرة 1991.
  • Bois, T., The Kurds, Khayats, beirut 1996
  • Gunter, M.M., The A to Z of Kurds, The Scarecrow Press, Inc, Uk 2009
  • Gunter, M.M.,The Kurds Ascending, Pgrve Macmillan, USA 2008
  • Gunter, M.M., Historical Dictionary of the Kurds, The Scarecrow Press, Inc, Uk 2004
  • Nebez, J. The Kurds History and cutlture, western Kurdistan Ass. London 2004
  • Yildiz, K., The Kurds in Turkey, Pluto press, London 2005
  • National Geographic, USA, August 1992


Academic researcher Mohamed Abdul-Aziz Sheikhmous
Professor of International Economic Relations

 -Email - Syria200013@yahoo.com
http://shikmos.blogspot.com/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق