الاثنين، 16 سبتمبر 2013

قصة المدرستين (مدرسة جكرخوين) و (مدرسة شيركو بيكس)


 -Qamishly-Trpasebia-Soulimania
من مملكة كوردستان إلى مملكة السويد
-       من ينابيع أرض مملكة كردستان تولد الفكرة وينشر شذاها على ثلوج أرض مملكة السويد فتشعر بدفء الحياة.
-       من أنهار حروف مملكة كوردستان تصنع كلمات مملكة السويد فتشعر بدفء القصائد.
-       من ذوبان الشموع في أحياء مملكة كردستان أناروا مكتبات مملكة السويد فتشعر بدفء الحروف.
-        وضعت أذني على قلب الأرض...                 في مملكة كردستان
حدثني عن حبه للمطر.............
في مملكة السويد
وضعت أذني على قلب الماء......                 في مملكة كردستان
حدثني عن حبه للينابيع............
في مملكة السويد
وضعت أذني على قلب الشجر........             في مملكة كردستان
حدثني عن حبه للأوراق............
في مملكة السويد
وعندما وضعت أذني على قلب حبيبتي             في مملكة كردستان
حدثني عن الحرية!"..................
في مملكة السويد.
-       لأنّهم استطاعوا أن يصنعوا من الموت قصيدة جميلة، و لابدّ أنّهم صنعوا من ألآلمهم أيقونة جميلة.
-       وفي سبيل بناء ترنيمة فرح يغزلون من الحزن رداء فرح كوني فرأوا في رحيلهم حلولاً أبديّاً في الذّاكرة والوجود والفكرة.
-       من براعم نوروز ولدا الشاعرين في مملكة كردستان وتوفيا في مملكة السويد.
-       بأنوار قناديل جبال قنديل في مملكة كردستان نضيئ  أنوار الحرية مملكة السويد
1-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. كما في قصيدة ‘الشاهدة الوحيدة’ على سبيل المثال:
تقاطع شارعين هو الصليب
بقعة دم هي الجريمة الجديدة
عصفورة على السلك هي الشاهدة الوحيدة
والتي لن تدعوها أي محكمة أبداً.
2-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. كما في قصيدته ‘ضابط عادي’ يقول الشاعر:
عندما منحوه نجمة واحدة
كان قد قتل نجمة
وعندما صارت نجمتين
تحولت يداه إلى حبال مشانق
وعندما صارت ثلاث نجمات
ثم تاجاً
ثم رتبة أعلى
استيقظ التاريخ في صباح ما
فوجد البلاد مملكة أرامل .
3-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. كما هو الحال مع قصيدة ‘حكمة’ التي تتكرر نظائرها في القصائد القصيرة المماثلة:
ثمة أشياء كثيرة ينخرها الصدأ
 يلفها النسيان فتموت
مثل التاج والصولجان والعرش
ثمة أشياء أخرى كثيرة
لا تهترئ ولا يلفها النسيان
مثل قبعة وعصا وحذاء شارلي شابلن.
4-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. كما في قصيدة ‘مَحْبرة’ التي تقول:
محبرة خضراء
رمت بنفسها من فوق رفٍّ،
وبعد دفنها،
عثروا في علبتها على قصاصة
كُتب عليها:
لقد قتلتُ نفسي
لأن أحد الأقلام
إمتلأ بحبري عنوة
كي يأسرَ سرباً
من كلمات نيرودا المحلِّقة.
5-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. كما في قصيدة ‘ههنا’:
ههنا، الليلة،
الجبل شاعر،
الشجرة قلم،
السهب ورق،
النهر سطر،
والحجر نقطة..
وأنا..
علامة تعجب!.
6-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. كما في قصيدة ‘أمي’ التي تقول:
حين كبرتُ،
رأى معصم يدي اليسرى،
الكثير من الساعات؛
لكن، قلبي لم يفرح،
مثلما كان يفرح،
حينما كانت أمي
تعض معصمي الأيسر،
وأنا طفل،
تعمل بأسنانها
ساعتها على يدي.
7-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. من هذا المنطلق الفلسفي للحقائق والجمال يرسمنا لنا عوالم شعره إذ يقول:
"لا مَثيلَ لِلَوحَتي...
فَقَدْ رسمتُ الخريرَ... لا المَوجة
رسمتُ هيبةَ الجبلِ... لا الجبَلْ
ابتسامة الطفلِ... لا الطفلْ
بُكاء الخُبزِ... لا الخُبرْ
صُراخ الحجرِ... لا الحجرْ
رسمتُ حُب حبيبتي
وليس حبيبتي!".
8-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. و هو يؤثّث كلّ تفاصيل حياته وتجربته بالجمال الذي يراه جزءاً من حبيبته الوطن التي رافقته في كلّ مراحل حياته، وكانت إلهامه المستمرّ في درب حياته:
"هذا الخريف روائي عبثي
كل مرة حين ينهي فصلاً أو فصلين أو ثلاثة
من روايته
ينفعل فجأة في منتصف ليلة ما
ويرمي بها بعيداً
ثم يمزقها صفحةً صفحة
ويطلقها للريح
انظر إلى ذاك السهل
إلى الخيال المنثال
وأوراق الكلمات المرتعشة
وصفحات الأنفاس الممزقة
ومقاطع الظلّ
والعبارات المجمَّدة
كلها ذاوية ومتساقطة
أنظر إلى ذاك السهل
الوقفة الأخيرة: اقتفيتُ آثار خطى الكلمة
فبلغتُ قِمّة الخيال
اقتفيتُ آثار خطى الخيال
فارتقيت سماء الشِّعر
اقتفيتُ آثار خطى الشِّعر
فوصلتُ سِحر الجمال
ولما اقتفيتُ آثار خطى الجمال
سكنني جمالكِ
فمكثتُ هناك!".
9-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. و يظلّ يحلم بالنّهايات الجميلة واللحظات الحنونة على الرّغم من كلّ قسوة الحياة، فيقول في ومضته الشّعريّة "الزّواج ببحيرة أرملة":
"بعد الحربِ
وعلى صهوة غيمةٍ بيضاء
سافرَ لحنٌ وشعرٌ وقصةٌ معاً
لزيارة بُحيرةٍ أرملة
نزلوا بخيوط المطرِ فوقها
تمشَّوا مع الريح حتى جدائلِ البُحيرة
صنع اللحنُ من الحُبِّ سماءً جديدة
صارت القصةُ طائراً بجناحين كبيرين
وطارت في السماء الجديدة
صار الشعر أُفُقاً فتياً
وفي أولِ أيام نوروز
تزوجَ من البُحيرة الأرملة.
10-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. والانتصار للجمال يفرض على بيكس أن يلعن المجرمين بحقه كلّما نزلوا في ساحة الشّعب المضطهد،ويسميهم اللصوص دون وجل أو مواربة:
"على مرأى من السماء
سرقوا الغيم
على مرأى من الغيم
سرقوا الريح
على مرأى من الريح
سرقوا المطر المدرار
و على مرأى من المطر
سرقوا الثرى
و في الثرى
دفنوا العيون التي شهدت اللصوص! ".
11-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. وهو يندّد بكلّ مجرم بنى وجوده واستمراره على دماء الأبرياء،فيقول في ومضة "ضابط عادي"
"عندما منحوه كوكبة واحدة
كان قد قتل كوكبا
و عندما صارتا اثنتين
صارت يداه حبال مشانق.
و عندما صارت ثلاث كواكب
ثم تاجاً و ما فوق
استيقظ التأريخ
فوجد البلاد
مملكة أرامل! ".
12-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. و لابدّ أنّه يجعل القضية الكردية وصمة عار في جبين التاريخ والإنسانيّة التي تغضّ الطّرف عن معاناة الكردي في وطنه وعلى أرضه :
" جاء التاريخ
وقاس قامته بقامة أحزانك
كانت أحزانك أطول
وعندما أراد البحر
أن يقيس عمق جراحاته
مع جراحاتك
صرخ
لأنه كاد أن يغرق فيك".
13-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. وعندما تحار كلماته فهو يترك للقصيدة أن تصبح عملاً وجدانيّاً جمعيّاً،ويسمح للمتلقّي أن يصبح معادله الموضوعي،وينتج ما تعذّر عليه أن ينتجه:
"و في هذه اللحظة
حائرة هي كلماتي
أتكمل هذه القصيدة؟
أم تتركها لكم؟!
فلأتركها لكم!!
 ".
 14-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. ويظلّ على الرّغم من حيرته في هذا العالم المتوحّش القاسي يحمل في جنباته سرّ الجمال الأعظم،وهو الحبّ بكلّ معانية وتجلياته التي تتسع لتصبح صيغة حياتيّة كاملة،فيقول في "احتراق":
"على سلالم الخوف
كان الظلام ينزلق كلص بهدوء
إلى أعماقي
و لما وصل إلى السويداء رام شيئا ما
و على حين غرة
أشعلت حبك
فاحترق الخوف و الظلام فيه".
15-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. نعم هو الحبّ الذي يراه بيكس سرّ الأسرار، ومنقذ الأرواح:
" تدخل روحي و لست شعاعاً
تدخل جسدي, و لست دماً.
تدخل عيني, و لست لوناً.
تدخل أذني, و لست صوتاً.
إنما..
أنت.
سر الحب!."
16-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. والحبّ الأعظم في عرفه وتقديره هو حبّ الحرية التي تسمح للإنسان بأن يعيش إنسانيته بكلّ كرامة واستحقاق:
" وضعت أذني على قلب الأرض
حدثني عن حبه للمطر
وضعت أذني على قلب الماء
حدثني عن حبه للينابيع
وضعت أذني على قلب الشجر
حدثني عن حبه للأوراق
وعندما وضعت أذني على قلب حبيبتي
حدثني عن الحرية!".
17-الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي. ومن يحارب الحقّ، ويتجنّى على البشر، ويحرمهم حقوقهم الطّبيعيّة في أن يعيشوا في أرضهم،فهو لا بدّ أن يواجه كلّ الشّرور والمآلات السوداء:
"عندما تعطش جدولا
تجرح قلب النهر
عندما تأسر شعاعا
تثير غضب الشمس
عندما تجرح الشمس
تجعل الدم عدوا لك"
ومن يصبح الدم المضيء عدوا له
يقتله الظلام".
الشاعر والوزير الراحل شيركو بيكس: الذي فجّر المكبوت اللغوي الكردي.
* ولد في العام 1940 بمدينة السليمانية، وهو نجل الشاعر الكوردي الكبير فائق بيكه س الذي كان أحد الشعراء الكورد المشهورين ومناضلا وطنيا.
* انضم إلى الحركة التحررية الكوردية في العام 1965 وعمل في إذاعة (صوت كردستان)، كما التحق ثانية بالثورة الكردية العام 1974 وبعد انتكاسة الثورة ابعده النظام البعثي الى الانبار وبقي في ناحية بغدادية ثلاث سنوات.
* غادر وطنه بسبب الضغوط السياسية من النظام البعثي المباد في العام 1986. بعد ان كان قد التحق بصفوف بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني أواخر العام 1984.
* عاش في المنفى من العام 1987 إلى العام 1992، في السويد.
* عاد الى كوردستان في العام 1991، وانتخب في 19/8/1992 نائباً في اول برلمان لكردستان.
* تسلم منصب وزير للثقافة في اول حكومة تشكلت في اقليم كردستان لكنه قدم استقالته بعد توليه المنصب بنحو عام ونصف.
* أختيرت قصيدة له مع نبذة من حياته حيث تدرس كمادة في كتاب انطولوجيا في كل من الولايات المتحدة وكندا للمرحلة الأولى من دراسة المتوسطة منذ العام 1988.
* أخذ الشاعر شيركو بيكه س دورا بارزا في الأدب الكردي الحديث. وقدم عنصرا جديدا في الشعر الكردي، وتتميز أعمال شيركو بيكس في أنحاء العالم وترجمت أشعاره من اللغة الكردية إلى اللغات التالية: العربية والسويدية والدانماركية والهولندية والإيطالية والفرنسية والإنجليزية.
* في عام 1987، حصل على جائزة (توخولسكي) لنادي القلم في ستوكهولم وفي نفس العام حصل على جائزة الحرية من مدينة فلورنسا.
*نشر الشاعر الراحل باللغة الكردية منذ إصدار أول ديوان له عام 1968، أكثر من ثلاثين مجموعة شعرية، وتضم هذه الدواوين القصائد القصيرة والطويلة والمسرحيات الشعرية والنصوص المفتوحة والقصص الشعرية.
* ترجمت مختارات من قصائده إلى أكثر من عشر لغات في العالم، وفي عام 2001 منح جائزه بيره ميرد للشعر في السليمانية، وحصل في عام 2005 على جائزة عنقاء الذهبية العراقية.
* تفرغ  شيركوبيكس للعمل الابداعي، وأدار منذ عام 1998 مؤسسة للطباعة والنشر، عنيت بنشر الأدب والثقافة الكردية حملت اسم سردم.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق