الخميس، 19 سبتمبر 2013

نيلسون مانديلا في كردستان الكبرى


 
يقول الثائر الأفريقي نيلسون مانديلا  لتركيا العثمانية والاتاتركية الحالية:
«أن تعيش يوماً واحداً كردياً في تركيا، تعرف سبب رفضي لهذه الجائزة».
  محصلة كل ما يأتي، إن للأكراد كانت  ولازالت لهم اليد الطولى في نشوء الدول وزوالها في هذه المنطقة-الشرق الأوسط- من العالم، فما بالهم لا يتمتعون حتى الآن بدولتهم القومية ليحكموا أنفسهم بأنفسهم؟. ربما يكون الجواب هو أنهم  محتارين إلى الآن بين العرق الآري-لأن كل الدول المتقدمة وخاصة تلك التي تملك حق النقض(Vito) هي من الدين المسيحي- والدين الإسلامي فالذين فضلوا الدين الإسلامي على الاستقلال بالدولة القومية كان مصيرهم كمصير أبو مسلم الخرساني والقائمة تطول...، بينما الذين فضلوا الدولة القومية على الدين الإسلامي جاءوا بأجندات غريبة عن ثقافة وتقاليد الأكراد بل وأكثر من ذلك أصبحوا أدوات بيديهم، ونحن ننتظر ثائرا كرديا كالنهري(عبيد الله الشمزيني النهري ).
    فالمناضل الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا الذي رفض تسلم جائزة أتاتورك الممنوحة له من الدولة التركية، وحينما سئل عن سبب رفضه تلك الجائزة قال بما معناه: «أن تعيش يوماً واحداً كردياً في تركيا، تعرف سبب رفضي لهذه الجائزة».
   ويرى المؤمنون بـ«نظرية المؤامرة» أن الغرب قد انتقم من الأكراد الذين استردوا القدس من الصليبيين، بتقسيم أرضهم على دول عدة وجعلهم أقليات فيها وحرمانهم من إقامة دولة خاصة ومستقلة، كما أن عدم دعمهم ومساندتهم في سعيهم لتأسيس كيانهم المستقل يعود إلى الخوف من أن يخرج من بين ظهرانيهم صلاح الدين آخر يقود الأمة إلى تحرير القدس من بين براثن «الصهيونية العالمية».
   و موقف جمال عبد الناصر الذي سمح للأكراد بتأسيس إذاعة كردية في القاهرة عام 1957، وعندما اعترض سفير تركيا لدى مصر على ذلك رد عليه قائلا «إنكم لا تعترفون بوجود غير الأتراك في تركيا، فما هو سبب غضبكم من هذا الأمر؟» فأسقط في يد السفير وبهت الذي «اعترض». ويرى الزعيم الليبي أنه ليس هناك حل نهائي وناجع لقضية الأكراد، إلا بتشكيل دولتهم المستقلة التي تشمل كل أجزاء كردستان الكبرى. أو يقول بعض المؤرخين، مثل المؤرخ الإيراني أحمد خوسروي أو روجر سافوري في كتابه «إيران تحت الحكم الصفوي»، إن الصفويين الذين حوّلوا إيران من دولة سنية إلى دولة شيعية المذهب هم أكراد من الناحية القومية.
فالذين فضلوا الدين الإسلامي على الاستقلال بالدولة القومية منهم بهزادان بندا هُرمز هو عبد الرحمن عثمان (أبا مسلم الخراساني) : فقد اعتنق الدعوة العباسية، وتشيع لآل البيت، وأخذ يدعو لنصرتهم، وفي خرسان هيئ الناس للثورة ضد الأمويين، واستطاع جمع الثائرين والتقدم بهم صوب عاصمتهم دمشق حتى تم له تقويض كيانهم سنة 132هـ/750م.
    وقد ساهمت معه في الثورة العناصر الفارسية والكردية والعربية، وقد أشار إليهم مروان الثاني ـ آخر خلفاء بني أمية- في خطبته أمام عساكره، فقال:" يا بني الأحرار، احملوا على هؤلاء فأنهم حشوا من أهل شهرزور( وهي منطقة كردية تقع في كردستان الشمالية)، وليس معهم من أهل خرسان ومن أهل البصائر كثير".
  أما سيرة حياته فهو عبد الرحمن ولكن اشتهر باسم أبو مسلم الخُرساني، كان اسم والده قبل الإسلام( بندا هُرمز) فلما اسلم تسمى بعثمان، أما أبو مسلم فكان اسمه (بهزادان). ولد في ماه البصرة مما يلي أصبهان سنة 718م ، اتصل في الكوفة بإبراهيم بن محمد العباسي، وفي عام (745 – 746م) أرسله إلى خرسان داعية للعباسين، فأقام بها، واستمال أهلها، ووثب على والي نيسابور فقتله، واستولى على نيسابور، وتولى إمرتها، وخطب باسم أبو العباس السفاح العباسي (عبدالله بن محمد). ونجح في دعوته السياسية والدينية، ويقال أن أهل ستين قرية بجوار (مرو) انظموا إليه في يوم واحد، وان الدهاقين ( أصحاب الأرض من الفرس) في خرسان لم يعتنقوا الإسلام إلا على يديه.
   وفي صيف 129 هـ / 747م رفع راية العصيان جهرة، وأفلح في أن يجمع تحت لوائه جميع خصوم الدولة الأموية ومن بينهم أهل اليمن، ثم سير جيشا لمقاتلة مروان بن محمد (آخر ملوك بني أمية )، فقابله على نهر الزاب ( بين الموصل وأربيل ) في كردستان، وهناك انهزمت جنود الدولة الأموية إلى الشام، وفر مروان الثاني إلى مصر حتى قتل في بوصير في الصعيد، وعندها زالت الدولة الأموية، وأعلن أبو العباس السفاح قيام الخلافة العباسية في بغداد.
    بقي أبو مسلم والياً على خرسان إلى عام 137 هـ ( 754 – 755 م). عندما أغراه الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور واستقدمه إلى بغداد، بعد أن رأى منه ما أخافه أن يطمع بالملك، كان كرديا، والذي كان جزاؤه جزاء سنمار حين احتال عليه أبو جعفر المنصور واتهمه بالخيانة وقتله غدرا وغيلة في رومة المدائن بعد أن أعطاه الأمان واستدرجه إلى مجلسه. وفي ذلك يقول الشاعر أبو دلامة:
أبا مجرم خوفتني القتل فانتحى عليك بما خوفتني الأسد الورد
وبعد ذلك يذكر أن أمير أربيل الكردي علي كجكه ذهب إلى بغداد لمساعدة الخليفة العباسي الراشد بالله، وكان معه جيشا جرارا من الكرد، وأصبح الساعد الأيمن لهذا الخليفة العباسي، ومنع أي عدو من التطاول على سيدة الخلافة العباسية في بغداد.
الأيوبيون الأكراد يقرون آل قتادة الأشراف على الحجاز:
قام صلاح الدين بإرسال أخيه ( توران شاه) في حملة إلى الحجاز سنة 569هـ1173م، فدخل مكة دون قتال، وأعلن شريف مكة دخوله في طاعة الأيوبيين سياسيا، وأقر الأيوبيون العائلتين الشريفتين من آل الحسن في مكة، وآل الحسين في المدينة المنورة شرط التوقف عن تحصيل ضريبة(المكوس) التي كان يأخذها الأشراف من الحجاج والتجار عند موسم الحج. لكي يحقق هدفين رئيسين:
الأول: إعادة الحجاز إلى نفوذه.
ثانيهما: السيطرة على تجارة البحر الأحمر.
لكن اشتداد الصراع بين الأشراف من الأسر الحاكمة في مكة والمدينة شجع الأيوبيون على التدخل في الشؤون الداخلية للشرافة في الحجاز، وتعيين نائب لهم في مكة تسنده كتيبة من الجند وإدارة خاصة به.
    حكم الأشراف الهاشميون الحجاز (مكة والمدينة) منذ منتصف القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي، وكانوا يتمثلون في ثلاث بيوتات مثلت نظام الشرافة، وهي: بنو موسى وبنو سليمان من جهة(358-453هـ/ 968-1061م)، وبنوهاشم من جهة أخرى (455-5907هـ/1063-1200م)، وبنو قتادة من جهة ثالثة (597-1328هـ/1200-1910م). والأسرة الأخيرة بنو قتادة ( القتاديون) تعود بنسبها إلى عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وفاطمة بنت النبي محمد عليه السلام. وقد حكمت هذه الأسرة مكة المكرمة منذ سنة 597هـ/1200م إلى سنة 1328هـم1910م، ويشير تاريخ بداية شرافتهم للحجاز بأنه تم خلال العصر الأيوبي عندما أقر الأيوبيون حكم العائلة الشريفة من آل الحسن على مكة المكرمة، وهذه الأسرة ينتمي إليها الشريف حسين بن علي ( أبو الملوك: علي، عبد الله، وفيصل، والأمير زيد)، ومفجر الثورة العربية الكبرى سنة1335هـ/1916م، وقد أعلن الشريف حسين بن علي تأسيس مملكة الحجاز الهاشمية وأنهى بذلك نظام الشرافة، وبقيت هذه المملكة مستمرة في حكم الحجاز حتى سنة 1344هـ/1925م.
   ولا بد أن يذكر للأيوبيين حمايتهم للأماكن المقدسة في مكة والمدينة المنورة من الهجوم الذي خطط له الإفرنج الذين استولوا على بلاد الشام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق