الخميس، 19 سبتمبر 2013

بلاد الحجاز يستقبل الثائر الكردي عبيد الله الشمزيني النهري


 من كردستان الكبرى إلى بلاد الحجاز
 الثائر الكردي عبيد الله الشمزيني النهري:
1-الأكراد يشاركون الشريف حسين في الثورة العربية الكبرى 1916-1918م:
2-جمال باشا السفاح في بيروت :
3-جمعية العهد السرية:
4-الثورة الشيوعية في روسيا:
5-كردي يبايع الشريف الحسين بالخلافة:
6-أمير الشعراء احمد شوقي:
7-الأكراد يؤازرون أبناء الشريف حسين في ممالكهم:
8-المجلس العسكري الحربي الفرنسي:

   يعد الثائر الكردي عبيد الله الشمزيني النهري أول من سعى إلى توحيد الاكرد وإنشاء كردستان المستقلة، وقاد ثورة ضد العثمانيين والإيرانيين في القرن التاسع عشر، إذ عقد في شمزينان عام 1880م، مؤتمرا حضره حوالي 220 زعيما كرديا، وطلب منهم إقامة اتحاد بين العشائر الكردية، والإعداد للثورة ضد الدولة العثمانية والإيرانية، وطلب من بريطانيا عن طريق القنصل في الأناضول الدعم الدولي لقضية كردستان مع إعطاء ضمانات للحقوق المسيحية.
اندلعت ثورته المسلحة عام 1880م، في كردستان الشمالية الغربية على الحدود التركية الإيرانية، وانتشرت ثورة النهري بسرعة واستطاعت قواته السيطرة على أغلب مناطق ومدن كردستان المحتلة من الدولة الإيرانية، وأنشأ فيها دوائر كردية رسمية للإدارة المحلية.
   أرسلت تركيا جيشا لمساندة الجيش الإيراني في إخماد ثورة الكرد بناء على اتفاق مسبق بين البلدين، لكن قوات النهري استمرت في تقدمها، وعندما اقتربت من مدينة تبريز طلبت إيران مساعدة الحكومتين الروسية والإنجليزية، فأرسلت روسيا جيشا لمساعدة القوات الإيرانية في إخماد الثورة الكردية.
   حاصرت الجيوش الإيرانية والتركية والروسية القوات الكردية من جميع الجهات، واستطاعت السلطات التركية اعتقال النهري وأسره في اسطنبول حيث عاش فيها بصفة "أسير فخري" ثم نفي عام 1883 م، مع مائة عائلة كردية إلى المدينة المنورة وتوفي فيها عام1888م.
1-الأكراد يشاركون الشريف حسين في الثورة العربية الكبرى 1916-1918م:
قبل قيام الثورة العربية ضد الاستبداد والطغيان التركي في بلاد الشام والعراق، كانت هناك حركة قومية وثورية في كل من سورية ولبنان تطالب باستقلال العرب عن التبعية التركية، وقد شارك أكراد سوريا ولبنان والعراق في إرهاصات الحركة العربية، إذ وقع كل من زعيم أكراد دمشق عبد الرحمن باشا اليوسف، والزعيم الكردي في مدينة حماة خالد البرازي، والأمير اسعد الأيوبي في جبل لبنان على وثيقة تطالب الشريف حسين بإعلان الثورة ضد الأتراك.
2-جمال باشا السفاح في بيروت :
كما كان الشهيد نايف تللو - من أكراد دمشق- ضمن شهداء القافلة الأولى من أحرار سوريا الذين أعدمهم جمال باشا السفاح في بيروت يوم 21 آب 1915م.
3-جمعية العهد السرية:
    وعندما أسست "جمعية العهد السرية" في الآستانة سنة1913م، كان من بين أعضائها الضابط العسكري الكردي جعفر العسكري الذي لعب فيما بعد دورا كبيرا في قيادة جيش الثورة العربية في الحجاز والشام، وأيضا انضم الى الثورة العربية جلال بابان من أكراد الشمال وأصبح فيما بعد وزيرا في العهد الملكي في العراق.
   وبعد أن أعلن الشريف حسين بن علي أمير مكة الثورة ضد الاستبداد التركي، وجاهد في استقلال العرب وحريتهم، فقد انضوى تحت راية لواء الثورة العربية الكبرى عدد من القادة والجنود الكرد وقاتلوا في صفوفها حتى حققت الثورة انتصاراتها الباهرة على الأتراك وطردتهم من البلاد العربية، وكان يقف في مقدمتهم جعفر باشا العسكري وجميل المدفعي ورشيد باشا المدفعي، فقد لبى جعفر العسكري نداء الثورة العربية الكبرى والتحق بالأمير فيصل بن الحسين في شهر حزيران 1917م، وأسند إليه قيادة القوات النظامية في الجيش الشمالي المؤلف من المتطوعين العراقيين والسوريين والأردنيين والفلسطينيين، فتولى تنظيم هذا الجيش في وحدات ترتبط بأصول الضبط العسكري، وبلغ تعداده يوم وصل الى العقبة في شهر آب 1917 حوالي ألفين جندي، وخاض هذا الجيش بقيادته معارك الثورة العربية في شمالي الحجاز والأردن وسورية، وبرهن خلالها على انه ذلك الجندي المحترف الذي لا هم له إلا أداء واجبه العسكري.
   واستمر جعفر العسكري يخوض غمار معارك الثورة في بلاد الشام حتى تم لها تحقيق هدفها الأول وهو طرد الأتراك من البلاد العربية عام 1918م، وبعد تشكيل الحكومة العربية السورية بزعامة الملك فيصل الأول(1918-1920م)، عين جعفر العسكري حاكما عسكريا في معان ثم حلب، وبعدها عين مرافقا له، وعندما تولى الملك فيصل عرش العراق خدم في معيته، فعينه وزيرا للدفاع، فعمل على تأسيس الجيش العراقي الحديث، ثم تقلد رئاسة الوزراء في بغداد ثلاث مرات، وظل يخدم الهاشميين بكل صدق وإخلاص وتفان حتى يوم اغتياله عام 1936م.
   كما تطوع رشيد باشا المدفعي في جيش الثورة العربية، وتسلم قيادة قوة المدفعية في جيش الثورة، وشارك في معارك الحجاز، والهجوم على قلعة المعظم 1917، وعندما وصل الجيش الشمالي الى العقبة 1917 كان تحت أمرته أربعمائة ضابط وجندي، وبعدها عين قائدا للمدفعية في رابغ مع الأمير علي بن الحسين، ثم انتقل لقيادة القوات النظامية في جيش الأمير فيصل، فخدم قائد فرقة في العقبة 1917حتى نهاية الحرب 1919م.
كما التحق اللواء بهاالدين نوري الشيرواني - من أكراد مدينة السليمانية ـ في الجيش العربي في الحجاز وسورية، وأصبح فيما بعد وزيرا مفوضا في الأردن خلال العهد الملكي في العراق).
  كما التحق الضابط جمال رشيد بابان(1893-1965م) بجيش الثورة العربية في العقبة، وكان برتبة ملازم أول، ورافق جيش الثورة في احتلال بلاد الشام، ثم رقي الى رتبة رئيس وعهد إليه إمرة بطارية مدفعية.
4-الثورة الشيوعية في روسيا:
   وعندما انتصرت الثورة الشيوعية في روسيا 1917 توجه صديق رسول القادري- وهو كردي - الى الشريف حسين في مكة، وحثه على استصدار فتاوي تحرم الشيوعية.
   وعندما تعرضت حكومة فيصل في دمشق للهجوم الفرنسي بقيادة الجنرال غورو تطوع قائد الجيش السوري الشهيد يوسف العظمة(من أكراد دمشق) في الذود عن حياض بلاده، وصمد في وقعة ميسلون حتى ضحى بنفسه في سبيل عزة أمته وكبريائها.
5-كردي يبايع الشريف الحسين بالخلافة:
     عندما تنادى العرب والمسلمون في الأردن لمبايعة الشريف حسين بن علي خليفة على المسلمين عام 1924م، بايعه العديد من أهالي وزعماء الشام والعراق والهند وغير ذلك من البلدان، ومن الذين بايعوه في الأردن خالد درويش الكردي محافظ أحراج عجلون آنذاك – ويعود بأصوله الى أكراد ديار بكر-.
   وبعد أن تمت للشريف حسين البيعة، ألقيت الخطب والقصائد في مقره بالشونة الجنوبية، وكان من بين المتحدثين في هذه المناسبة الشيخ عمر الكردي مفتي المدينة المنورة.
6-أمير الشعراء احمد شوقي:
   وعندما توفى الشريف حسين في عمان عام 1932م، رثاه الشعراء، وكان من أبرزهم أمير الشعراء احمد شوقي(ذو الجذور الكردية)، فجاء في قصيدته:
لك في الأرض والسماء مآتم قام فيها أبو الملائك هاشــم
قم تحدث أبا عـــلي إلينا كيف غامرت في جوار الارائم
ورثاه الشاعر والسياسي خير الدين الزركلي(من أكرد دمشق)، فقال:
نعى نادب العرب شبانها فجدد بالنعي أخوانها
بكى كل ذي عزة تربه فهاج نزاراً وعدنانها.
7-الأكراد يؤازرون أبناء الشريف حسين في ممالكهم:
* الملك فيصل الأول في سوريا والعراق:
وقد خدم في معيته العديد من أكراد سوريا والعراق أمثال محمد كرد علي، ويوسف العظمة، وعلي آغا زلفو، وخليل بكر ظاظا وهذا الأخير تم تعينه مستشارا للشؤون العسكرية للملك فيصل بن الحسين، ثم عمل ضابط استخبارات للبلاط الملكي.
8-المجلس العسكري الحربي الفرنسي:
" الجمهورية الافرنسية ـ المجلس العسكري الحربي للفرقة الثالثة الكائن حاليا بدمشق. حكم باسم الشعب الافرنسي:
   لقد أصدر المجلس العسكري الحربي الملتئم الآن بدمشق بتاريخ 9آب باتفاق الآراء، وبعد سماع مقررات وادعاءات المفوض العسكري حكما على عبد القادر سكر، وشكري الطباع، واحمد قدري، وخير الدين الزركلي- من أكراد دمشق- وتوفيق مفرج، وخليل ظاظا، ورياض الصلح، وعمر بهلوان، وحسين رمضان، وسليم عبد الرحمن، وعمر شاكر، وعادل أرسلان، وعثمان قاسم، وتوفيق اليازجي، وبهجت الشهابي، ورفيق التميمي، ومحمد علي التميمي، وحكم بمثل الأحكام الآنفة الذكر في 14أيلول سنة 1920 على علي آغا زلفو السوري المولد والقاطنين بدمشق – كردي- وتحبذ مشاريعهم فبعملهم هذا عدوا مجرمين ومستوجبين المجازاة وفقا للمواد (63، 205) من القانون الحربي العسكري، وقانون 14- نوفمبر سنة 1918. فلهذه الأسباب وطبقا للمواد المذكورة حكم عليهم بعقوبة الإعدام، وبمصادرة جميع أملاكهم كافة، وحكم عليهم أيضا وفقا بمادتي 139 – من قانون العقوبات العسكرية، و(9) من قانون 22 يوليو سنة 1817م بتغريمهم جميع مصاريف المحاكمة على أن تحصل من أموالهم، وتدفع إلى خزينة الحكومة الافرنسية رأسا.
وان الحكم الحالي أصبح متحتم الإنفاذ من يوم 9 آب سنة 1920، ومن 14 أيلول على الأخير ومصاريف المحاكمة تبلغ 980 فرنك."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق